Posted by: adelsamhood | جوان 21, 2013

شيعة الخليج

شيعة الخليج

 

 

 

إعداد:

عادل بن صالح صمهود

 

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

§       المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

فإن موضوع هذا التقرير هو واقع الشيعة الإمامية الإثني عشرية في الخليج، ويقصد منه التعرض لعقائدهم وذكر الاختلافات بينهم-إن وجدت- وبيان مرجعياتهم، والحديث عن أبرز وأهم التيارات والمنظمات والأحزاب الشيعية في الخليج. وإن الباحث في هذا الموضوع يجد صعوبة في الحديث عنه بسبب غموض واقع الشيعة في بعض البلدان وسلوكهم مبدأ وعقيدة التقية أحيانا، وإما لقلة المراجع التي تحدثت عن هذا الموضوع بشكل متكامل، وإن وجدت تلك المؤلفات فإنها تكون بنفس وعقيدة شيعية صرفة.

 وسيكون الحديث وفق الخطة التالية:

المقدمة.

المبحث الأول: التعريف بالشيعة لغة واصطلاحا.

المبحث الثاني: عقائد الشيعة الإمامية الإثني عشرية.

المبحث الثالث: الوجود الشيعي في الخليج.

الخاتمة.

 

 


المبحث الأول: التعريف بالشيعة لغة واصطلاحا.

 

§       أولا: الشيعة في اللغة:

شيعة الرجل بالكسر: أتباعه وأنصاره، جمعها شيع، وأشياع جمع الجمع، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته رضي الله عنهم أجمعين، حتى صار اسما لهم خاصا، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم، وقيل أصل ذلك من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة. ([1])

§       ثانيا: الشيعة في الاصطلاح:

اختلفت تعبيرات المؤلفين في الفرق والمذاهب في تعريف الشيعة وإن كانت تلك التعريفات تدور حول معنى واحد، يجمعها بأنهم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه، وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية، وقطعوا واعتقدوا أنه لا يجوز خروج الإمامة عن أولاده ومن نازعهم فيها فهو ظالم مخالف للنص والوصية([2]).

 

المبحث الثاني: عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية:

 

للرافضة الإمامية عقائد كثيرة ولكن يجمعون على بعض العقائد هي بمثابة الأصول لاعتقادهم ويمكن إجمالها في ستة عقائد وهي كالتالي:

 

أولا: الإمامة:

 الإمامة عند الرافضة الإثني عشرية أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والمربين، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة بحد زعمهم.

وهم يعتقدون بأنها كالنبوة لطف من الله تعالى، فلا بد أن يكون في كل عصر إمام هاد يخلف النبي في وظائفه؛ وعلى هذا فالإمامة استمرار للنبوة عندهم، وبناء عليه فهي لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو الإمام الذي قبله([3]).

 

ثانيا: العصمة:

وبناء على اعتقادهم في الإمامة فقد رتبوا على ذلك أمورا منها عصمة الإمام كالنبي سواء بسواء فهو معصوم من جميع الفواحش، من سن الطفولة وحتى الموت عمدا وسهوا، وعليه يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان.

والعصمة محل إجماع عندهم كما يقول المجلسي: “اعلم أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولا نسيانا، ولا الخطأ في التأويل، ولا للإسهاء من الله سبحانه”([4])

والإمام عندهم يتلقى علمه من طريق النبي أو الإمام الذي قبله، وإذا استجد شيء لا بد أن يعلمه عن طريق الإلهام.

وهم يعتقدون بأن أمر الأئمة أمر الله تعالى ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته، ولا يجوز الرد عليهم والراد عليهم كالراد على الرسول. ([5])

ونظرا لأهميتها عندهم فقد كفروا من أنكر الولاية والإمامة، قال المفيد: “اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجد الله له من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار”([6])

ثم يصرح الكليني بالغلو في الأئمة لبيان مكانتهم ومنزلتهم، فقد بوب في كتاب أصول الكافي بابا بعنوان: “أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم”([7])

كما أورد بابا آخرا بعنوان: “أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيئا”([8]).

وهذا ليس منهجا قديما فاندثر ولم يعد موجودا، بل درج وسار عليه المتأخرون منهم ،ومن ذلك قول الخميني: “إن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل”([9])

وهم مع هذه النقول التي تغلو في البشر وتجعل لهم صفات الخالق سبحانه وتعالى، يصرحون بأنهم لا يعتقدون في أئمتهم ما يعتقده الغلاة والحلوليون فيقول المظفر:  بل عقيدتنا الخاصة أنهم بشر لهم مالنا وعليهم ما علينا، وإنما هم عباد مكرمون اختصهم الله تعالى بكرامته وحباهم بولايته، فلا يدانيهم أحد من البشر فيما اختصوا به. ([10])

وهذه عادة الإمامية فإنهم يفعلون ويعتقدون أمورا، ولكنهم يظهرون لمن خالفهم نقيض ما يبطنون ويعملون، وهذا ليس اضطرابا وتناقضا غير مقصود؛ فإن من حباه الله مسكة من العقل، لا يمكن أن يقرأ قول الكليني والخميني، ثم يقول أن هؤلاء بشر لهم مالنا وعليهم ما علينا، وفي العقيدة التالية-اعني التقية- ما يعين على فهم هذا المسلك.

 

ثالثا: التقية:

تعتقد الإمامية بالتقية وهي عندهم شعار لآل البيت، يفعلونها دفعا للضرر عنهم وعن أتباعهم، وحقنا لدمائهم واستصلاحا لحالهم، وجمعا لكلمتهم ولما لشعثهم.

وقد عقد الكليني في كتابه أصول الكافي باب التقية،  وأورد فيه ثلاثة وعشرين أثرا عن أئمتهم في فضل التقية ووجوب العمل بها، ومن ذلك ما رووه عن أبي عبدالله قوله: ” يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له”([11])

كما نقلوا عن أبي جعفر قوله: ” التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له”([12])

وبناء على هذه المكانة فقد رتبوا الوعيد الشديد على ترك العمل بالتقية، وقالوا بان تركها بمثابة ترك الصلاة، وقد نقلوا عن علي بن الحسين قوله:” يغفر الله للمؤمن كل ذنب وطهره منه في الدنيا والآخرة، ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان”([13])

 

رابعا: الغيبة:

تعتقد الإمامية غيبة الإمام الثاني عشر عندهم والمعروف بمحمد بن الحسن العسكري الذي يزعمون ولادته سنة 256ه.

وهذه الغيبة مستمرة حتى يأذن الله له بالفرج والخروج، ولذا فإن من دعائهم له (عجل الله فرجه)، وقد عقد الكليني باب  الغيبة وأورد فيه واحدا وثلاثين نقلا عن أئمتهم في إثبات الغيبة، فمن ذلك ما نقله عن أبي عبدالله: “أن منا إماما مظهرا مستترا، فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره، نكت في قلبه نكتة فظهر، فقام بأمر الله تبارك وتعالى”([14]) ويروون عن أبي عبدالله قوله: “للقائم غيبتان يشهد في إحداهما الموسم يرى الناس ولا يرونه”([15])

ويبين المقصود بهاتين الغيبتين شيخهم النعماني فيقول: “هذه الأحاديث التي يذكر فيها ان للقائم غيبتين أحاديث قد صحت عندنا…فأما الغيبة الأولى فهي الغيبة التي كانت السفراء بينها وبين الإمام عليه السلام وبين الخلق، قياما منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان، يخرج على أيديهم غوامض العلم وعويص الحكمة، والأجوبة عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات؛ وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها.

والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط”([16])

 

 

 

خامسا: الرجعة:

الرجعة من أصول المذهب الإمامي ويعنون بها أن يعيد الله سبحانه وتعالى قوما من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها؛ فيعز فريقا ويذل آخرا، ويديل المحقين من المبطلين، والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام المهدي. ([17])

قال ابن بابويه:” واعتقادنا في الرجعة، أنها حق”([18]) وقال المفيد: “واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات”([19])

وأما المفهوم العام لمبدأ الرجعة لدى الإثني عشرية، فهو يشمل ثلاثة أصناف:

الأول: الأئمة الاثنا عشر فيرجعون إلى الدنيا بعد مماتهم.

الثاني: ولاة المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة من أصحابها الشرعيين-في نظرهم- ويعنون بهم أئمتهم الاثني عشر، ولاشك أن في مقدمة هؤلاء الذين اغتصبوا الخلافة بحد زعمهم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم.

الثالث: عامة الناس ويخص منهم من محض الإيمان محضا ويعنون بهم عموم الشيعة، ومن محض الكفر محضا ويعنون بهم كل الناس ما عدا المستضعفين([20])من أهل الخلاف والمقصود بهم العامة في مقابل الخاصة وهم أهل السنة. ([21])

وقد ذكروا أعمالا يقوم بها القائم عند الرجعة ومن ذلك إقامة الحد على أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها، فقد روى المجلسي عن أبي جعفر قوله: “أما لو قام القائم لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وينتقم لأمه فاطمة عليها السلام منها”([22])

وهناك عمل آخر مهم عندهم وهو ما رواه صاحب بحار الأنوار أن منتظرهم يقول: “وأجيء إلى يثرب، فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان-أي أبوبكر وعمر رضي الله عنهما- فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى، فينادي منادي الفتنة من السماء: يا سماء انبذي، ويا أرض خذي فيومئذ لا يبقى على وجهه الأرض إلا مؤمن-أي شيعي-ثم يكون بعد ذلك الكرة والرجعة”([23])

وهاهنا لابد من بيان أمر مهم وهو أن هذا المعتقد كان طي الكتمان، وسر من أسرار المذهب، إذ لو ظهر واشتهر لانفضح أمرهم وبان سوء النية وقبح الطوية، لذا فقد حرصوا على إخفائه، ولذلك قال أبو الحسين الخياط-أحد شيوخ المعتزلة-: “ولعلم الرافضة بخروجها من الإسلام عند الأمة بقولها بالرجعة، قد تواصوا بكتمانها وألا يذكروها في مجالسهم ولا في كتبهم، إلا فيما قد أسروه من الكتب ولم يظهروه”([24])

سادسا: البداء:

البداء من أصول مذهب الإمامية الاثني عشرية، ويعد الكليني هو المؤسس الأول لهذا المعتقد، فقد وضعه في قسم الأصول من الكافي، وجعله ضمن كتاب التوحيد؛ مخصصا له بابا بهذا الاسم([25]).

وحتى يتجلى لنا معنى البداء لابد من إيراد المعنى اللغوي وهو ما سيبنى عليه المعنى الاصطلاحي، وعند الرجوع إلى لغة العرب فأن البداء يأتي على معنيين: إحداهما الظهور بعد الخفاء، والآخر نشأة الرأي الجديد. ([26])

وهذا المعنى اللغوي بشقيه يعد إشكالا ومعضلة لا يمكن القول بها مما دفع الإمامية إلى سلوك منهج الخداع والتضليل، فقالوا بأن البداء في الإنسان أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقا، وذلك عن جهل بالمصالح وندم، وقال إن البداء بهذا المعنى لا تقول به الامامية ويستحيل على الله عز وجل، ويوجه بأن المعنى الصحيح للبداء؛ هو أن الله تعالى يظهر على لسان نبيه أو وليه أو في ظاهر الحال، لمصلحة تقتضي ذلك الإظهار ثم يمحوه، فيكون غير ما قد ظهر أولا مع سبق علمه تعالى بذلك، وقريب منه نسخ أحكام الشرائع السابقة. ([27])

ولكن هذا المعنى غريب وذلك التأويل عجيب، فالمطلع على رواياتهم لا يرى أنها تتفق مع هذا التأويل فإن البداء فيها منسوب إلى الرب سبحانه وتعالى لا إلى الخلق، فقد جاء في الكافي: عن أبي هاشم الجعفري قال: “كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول لها : كأنما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد وإن قصتهما كقصتهما؛ إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر، فأقبل علي أبو الحسن قبل انطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في ابني محمد بعد ابني جعفر عليه السلام مالم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما قد حدثتك نفسك وان كره المبطلون”([28])

 

 

المبحث الثالث: الوجود الشيعي في الخليج:

كان الساحل الشرقي للخليج العربي، بدءا من مسقط وانتهاء إلى البصرة، يطلق عليه قديما البحرين.

ويرجع الوجود الشيعي في هذه المنطقة إلى دولة القرامطة وهم من الشيعة الإسماعيلية، وقد استولوا على هذه المنطقة أواخر القرن الثالث الهجري وحتى سنة 467ه إبان الحكم العباسي.

واستمر الحال على ذلك حتى تم القضاء عليهم زمن السلاجقة الذين استعان بهم عبدالله بن علي العيوني؛ مؤسسا دولته على أنقاض القرامطة. ([29])

 


أولا: عقائد الإمامية الاثني عشرية في الخليج:

الرافضة الإمامية بقسميها الأصولي والأخباري، لا يوجد اختلاف بينهما من جهة الاعتقاد إذ تتفق في العقائد الستة التي سبقت الإشارة إليها، ولا يكاد يشكل على ذلك إلا ما نسب إلى الشيخية من الغلو في الأئمة عند الشيعة، ولكن عند التحقيق لا تجد لديهم فرقا إذ لم يأتوا بشيء يخالف مرويات آل البيت المنسوبة إليهم، وليس هذا محل بحث هذه المسألة، وكذلك ما نسب إلى تيار محمد حسين فضل الله من تبنيه لبعض الأفكار التصحيحية، وهذا إن صح فهو محدود وفي طبقة خاصة كالمثقفين، وبناء على هذا يمكن القول بأن الشيعة في الخليج يمثلون تيارات متصارعة تارة، ومتفقة تارة أخرى لاسيما إن كان ذلك في مواجهة أهل السنة،وهذه التيارات ينحصر الاختلاف بينها في الأساليب وطرق الاجتهاد. ([30])

 وعليه فسيكون الحديث عن التيارات السياسية في دول الخليج العربي، ومنهجها وذكر المؤسسين لها وأماكن انتشارها ورواجها، وبما إن حركة التجديد والبعث -إن صح التعبير -بدأت شرارتها من العراق ومنه انتقلت إلى بقية الخليج، فسيكون العراق بداية الحديث.

 

ثانيا: التيارات والتنظيمات الشيعية في العراق:

“يوجدفيالعراقالآنالعديدمنالتنظيماتوالأحزابالسياسيةالشيعية،بعضها تأسسفيالعراق،والبعضالآخرنشأخارجه،وبعضهذهالأحزابجاءنتيجة انشقاقمنأحزابأخرى وتختلفأفكارومبادئوسياساتهذهالأحزاباختلافًاكبيرًا،رغمإيمانها بالمذهبالشيعي،فمنها: منيتبعالمرجعيةالإيرانية،وولايةالفقيه،ومنها: منلا يعترفبذلك،كماأنهاتختلففيحجمهاوإمكانياتها.” ([31])

وسيكون الحديث عن أهم وأبرز التنظيمات الشيعية في العراق، ومنها:

1.   حزب الدعوة الإسلامية:

تأسس في سنة 1957م على يد عدد من الشخصيات منها: صالح الأديب، مرتضى العسكري، مهدي الحكيم، محمد باقر الصدر؛ وكان الأخير مرجعا للحزب.

تحالف الحزب مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق،وقد انشق عنه التشكيل الشيعي المسمى (جند الإمام) سنة 1970م، ويترأسه حاليا سامي البدري. ([32])

 

2.   المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق:

أسسته إيران في سنة 1982م برئاسة كبير القضاة الإيرانيين محمود الهاشمي، ثم تتابع على الرئاسة ممد باقر الحكيم والذي اغتيل، ثم خلفه أخوه عبدالعزيز الحكيم.

يتبع المجلس مرجعية علي خامنائي، ولذا فلديه ولاء لإيران وتبعية، وهو من المؤمنين بولاية الفقيه، وله جناح عسكري، يسمى فيلق بدر، الذي تأسس في سنة 1980م.([33])

3.   منظمة العمل الإسلامي (التيار الشيرازي):

كانت بداية المنظمة في سنة 1967م تحت أسماء عديدة منها: حركة المرجعية، الحركة الرسالية([34])، حركة الطلائعيين الرسالية، وظلت على هذا الوضع حتى أعلنت عن نفسها رسميا سنة 1979ه، وكانت بقيادة محمد تقي المدرسي وشقيقه هادي المدرسي.

 وهي تؤمن بشورى الفقهاء وترفض ولاية الفقيه، وتمثل الجناح السياسي للتيار الشيرازي. ([35])

وهذا التيار الشيرازي يرجع إلى مؤسسه محمد الحسيني الشيرازي الذي بدأ ينشط في السبعينات الميلادية بعد إبعاده من العراق إلى الكويت، ويعتبر الشيرازي هو الأب الروحي لمنظمة العمل الإسلامي. ([36])

كما هو الحال عند حركة الوفاق الإسلامي، والجبهة الوطنية الإسلامية العراقية، فهما يتبعان لمرجعية الشيرازي. ([37])

4.   التيار الصدري:

ظهر بعد سقوط بغداد سنة 2003م بزعامة مقتدى الصدر، نجل المرجع الشيعي محمد صادق الصدر.

يتبع هذا التيار المرجع الإيراني كاظم الحائري، ويعتبر بهاء الأعرجي وحازم الأعرجي من أبرز قادة هذا التيار، وله جناح مسلح وهو جيش المهدي.

ويعتبر مقتدى الصدر نفسه الحوزة الناطقة؛ في إشارة لعدائه لأمريكا، وينتقد الحوزة الصامتة ويعني بها السيستاني؛ لعدم تدخله في الأمور السياسية.

ومن الطرائف التي تذكر في هذا المقام أن مقتدى الصدر يلقب بالزعطوط؛ كناية عن صغر سنه وعدم كفاءته لمنصبه، وله لقب آخر وهو الملا أتاري؛ لشغفه بألعاب الفيديو في صغره. ([38])

 

5.   المجلس الشيعي في العراق:

أسسه عبد المجيد الخوئي، نجل المرجع الشيعي أبي القاسم الخوئي، وهذا التيار يرفض فكرة ولاية الفقيه وينتقد الحكومة الإيرانية. ([39])

هذا استعراض سريع لأبرز التيارات والأحزاب والمنظمات الشيعية في العراق، ففيه نشأت وتأسست ومنه انتشرت وتمددت إلى بقية بلدان الخليج العربي، وهو ما سيتضح ويتجلى عند بيان العلاقة والصلة بينها كما سيأتي.


ثالثا: التيارات والتنظيمات الشيعية في الكويت:

استوطن الشيعة الكويت منذ فترة طويلة ومن عائلاتهم التي هاجرت إلى الكويت منذ أواخر القرن التاسع عشر يظهر اسم: معرفي، بهبهاني، قبازرد، وقد كان للاستعمار البريطاني دور في تشجيع الهجرة للكويت لأهداف سياسية واقتصادية.

 ويمكن تقسيم الشيعة على أساس عرقي إلى شيعة من أصل عربي وشيعة من أصل إيراني؛ والشيعة العرب ينحدرون من الجزيرة العربية من منطقة الأحساء ولذلك أطلق عليهم الحساوية، وهناك من هاجر من البحرين ويطلق عليهم البحارنة، بالإضافة إلى فئة قليلة ممن وفد من جنوب العراق.

أما الشيعة الذين جاءوا من إيران فيطلق عليهم العجم وهم يشكلون نسبة كبيرة من شيعة الكويت.

أما من حيث الانتماء للمدارس المذهبية فيمكن تقسيمهم إلى الآتي:

1.الشيخية:

وسموا بذلك نسبة لشيخهم أحمد بن زين الدين الأحسائي، والذي يؤخذ عليه من قبل طوائف الشيعة الأخرى ؛ النظرة المقدسة لأهل البيت وتفويضهم بأفعال الرب سبحانه وتعالى؛ من خلق ورزق وتدبير، ويطق عليهم جماعة الميرزا، لأن مراجعهم كانوا يلقبون بالميرزا وآخرهم المرجع الميرزا عبدالله الإحقاقي.

ومعظم مقلديه هم من شيعة العرب، ومن أسماء عوائلهم: الأربش، الشواف، الوزان، ومن أبرز من يمثل هذا التيار المعمم المغالي حسين الفهيد، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التيار ضعيف وغير مرغوب فيه من التيارات الشيعية الأخرى. ([40])

2. الأخبارية:

وهم البحارنة من مقلدي إبراهيم جمال الدين، الذي يعد إمام الشيعة البحارنة، وأهم العائلات التي تنتمي لهم : القلاف، الخياط، حجي حامد.

3.الأصولية:

وهي التي ترتكز على دراسة مرويات آل البيت وإخضاعها للتصحيح والتضعيف.

4. الخوئية:

وهم بقية شيعة الكويت من أصول إيرانية ويعدون من مقلدي الخوئي، وأهم عائلاتهم: الموسوي، قبازرد، دشتي، أشكناني، بهمن، بهبهاني، معرفي. ([41])

 

التيارات والجماعات الشيعية المنظمة:

1.   جمعية الثقافة الاجتماعية:

ظهر أول وجود علني للتنظيم الديني الشيعي سنة 1963م ممثلا بجمعية الثقافة الاجتماعية، وقد مثلت هذه الجمعية مختلف الجماعات الشيعية، وهي تعتبر هيئة شبه سياسية، وقد سجلت رسميا كهيئة خيرية، وقد اتخذها الشيعة هناك واجهة اجتماعية ودينية لنشاطاتهم.([42])

 

2.   جماعة الشيرازي:

أسس التيار الشيرازي محمد الحسيني الشيرازي في كربلاء ويعتمد في عمله طريقة الثورة والتغيير بالقوة لتحقيق أهدافه، كما يتسم بالعنف والدموية والعدائية والمجاهرة بالباطل، لذا فإن التقية تضعف لديه.

ويعتبر من أنشط التيارات الشيعية في الجانب الإعلامي والدعوي، ويقوم الفكر السياسي للشيرازي على أساس إقامة دولة المرجعية الدينية، التي يكون فيها المرجع الفقيه نائبا للمهدي. ([43])

نشط الشيرازي في الكويت بعد إبعاده من العراق، وقد كان أغلب مقلديه من الأعضاء المؤسسين لجمعية الثقافة الاجتماعية، الذين خرجوا من الجمعية وانضموا إليه بعد ثورة الخميني، ثم ما لبث أن آل الأمر إلى إبعاده من قبل السلطات الكويتية في أوائل الثمانينات الميلادية.

ثم خلفه أخوه محمد صادق الشيرازي ، ومنه انتقلت المرجعية بعد مغادرته الكويت إلى محمد تقي المدرسي وهو تلميذ الشيرازي وقائد منظمة العمل الإسلامي.

وتجدر الإشارة إلى أن من أبرز الشخصيات الكويتية التي تتبع التيار الشيرازي: المعمم ياسر الحبيب، وعضو مجلس الأمة صالح عاشور، كما إن جمعية آل البيت هي الممثلة لهذا التيار. ([44])

3.   حزب الدعوة الإسلامية:

وهو حزب شيعي سياسي أسسه محمد باقر الصدر في العراق سنة 1377ه، وقد تمدد إلى دول الخليج فأسس فرعا في الكويت على يد المعمم اللبناني علي الكوراني أثناء إقامته هناك.

وقد استطاع الحزب السيطرة على جمعية الثقافة الاجتماعية سنة 1972م، ونشط هذا التيار داخل جامعة الكويت وخارجها. ([45])

 

رابعا: التيارات والتنظيمات الشيعية في البحرين:

ترجع الحركات الشيعية في البحرين إلى مدرستين هما: حزب الدعوة والتيار الشيرازي، ويحسن البدء بالأقدم منهما:

1)   حزب الدعوة الإسلامية:

أسسه محمد باقر الصدر في العراق سنة 1958م ثم تأسس فرع له في البحرين سنة 1968م، باسم حزب الدعوة الإسلامية، على يد بعض الدارسين في النجف، أمثال: عيسى قاسم، سليمان المدني، حسن مشيمع.

وتمثل هذا الحزب جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، برئاسة علي سلمان تلميذ عيسى قاسم؛ وهي من أقوى الجمعيات الشيعية وأكثرها أتباعا.

وكذلك تمثله حركة أحرار البحرين الإسلامية التي تأسست سنة 1982م على يد مجموعة من الطلاب الشيعة الدارسين في بريطانيا، من أمثال:سعيد الشهابي، مجيد العلوي، منصور الجمري.([46])

2. التيار الشيرازي:

أسس التيار الشيرازي في البحرين على يد محمد هادي المدرسي سنة 1973م، باسم الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين.

ويمثل هذا التيار جمعية العمل الإسلامي برئاسة محمد علي المحفوظ، تلميذ محمد هادي المدرسي. ([47])

 

§       الخلاف بين المدرستين:

“كانت الاختلافات ومازالت بين الخطين جذرية، إذ إن حزب الدعوة يرجع في مرجعيته إلى علماء دين ينطلقون من حوزة النجف الأشرف، بينما يطرح المدرسي خطا يرجع في نهايته إلى المرجع الديني السيد محمد الشيرازي الذي كان ينطلق من كربلاء المقدسة. ولأن المنافسة بين النجف وكربلاء حسمها علماء الشيعة لصالح النجف في القرن التاسع عشر الميلادي، فإن محاولة إعادة كربلاء إلى موقع المرجعية الدينية كان مصدرا ولا يزال للحساسية بين الخطين خط الدعوة وخط الشيرازي“.([48])


خامسا: التيارات والتنظيمات الشيعية في السعودية:

نظرا لقلة أعداد الشيعة في السعودية من جهة، وعدم وجود نظام يسمح بالأحزاب السياسية من جهة أخرى فإن المعلومات المتوافرة لدى الباحثين عن التيارات الشيعية بالسعودية قليلة ولكن يمكن إجمالها كالتالي:

1.التيار الشيرازي:

يعد التيار الشيرازي هو التيار السائد في المجتمع الشيعي، إذ كانت حركات التمرد والثورة إبان الثمانينات تتبع الخط الشيرازي، فعلى سبيل المثال: منظمة الثورة الإسلامية لتحرير الجزيرة العربية مرتبطة بالشيرازي وتلميذه المدرسي، كما إن أتباع الحركات الشيعية قد ربت أتباعها على كتب الشيرازي وتلاميذه. ([49])

 وهذه المنظمة تعد فصيلا من فرقة الطلائع الرساليون التي على رأس هرمها محمد تقي المدرسي، وقد كان من أبرز أتباعها حمزة الحسن وتوفيق السيف وحسن الصفار، وكان الأخير يتبع توجيهات شيخه محمد تقي المدرسي خلال حقبة الثمانينات. ([50])

2.التيار السيستاني:

ينسب إلى المرجع العراقي علي السيستاني وهو خلف الخوئي، وهذا التيار لا يؤمن بولاية الفقيه.

3.التيار الخمنائي:

ينسب إلى المرجع الإيراني علي خمنائي وهو خلف الخميني وهذا التيار يؤمن بولاية الفقيه، وولاؤه لإيران ودعمه منها.

4.التيار الفضلي:

ينسب إلى المرجع اللبناني محمد حسين فضل الله وهذا التيار لا يؤمن بولاية الفقيه وله اجتهادات مخالفة لعموم الشيعة، وأتباعه في طبقة المثقفين.

5.التيار الإحقاقي:

ينسب إلى الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي وهو تيار وراثة المرجعية لديه عامودية.([51])

 

§       الخاتمة:

من خلال ما سبق يتضح الوجود للتيارات والأحزاب والمنظمات الشيعية في الخليج، وقد اقتصرنا على تلك البلدان إما نظرا لقوتهم وكثرتهم فيها، أو لخطرهم وتجمعهم في أماكن محدودة، وإلا يوجد شيعة في قطر وعمان ولكنهم لا يشكلون ثقلا أو خطرا هناك.

كما أن تلك الأحزاب تتسم بالتنظيم والتعاون فيما بينها لمواجهة أهل السنة حكومات أو أفرادا، رغم ما بينها من الخلافات والاجتهادات والمطاعم السياسية التي تؤدي أحيانا إلى الاقتتال والصدام المسلح.

تتعدد مرجعيات الشيعة الإمامية مابين إيران والعراق والكويت.

وختاما آمل أن أكون وفقت في تقديم تصور عن واقع التنظيمات الشيعية في الخليج العربي، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


([1]) انظر: لسان العرب، ابن منظور، ( 8/188-189).

([2]) انظر: مقالات الإسلاميين، الأشعري، (1/65)، الفصل، لابن حزم، (2/113)، الملل والنحل، الشهرستاني، (1/146).

([3]) انظر: عقائد الإمامية، محمد المظفر، (87-98).

([4]) بحار الأنوار، المجلسي، (25/211).

([5]) انظر: عقائد الإمامية، محمد المظفر، (87-98).

([6]) أوائل المقالات، المفيد، (ص44).

([7]) أصول الكافي، الكليني، (ص147).

([8]) أصول الكافي، الكليني، (ص149).

([9]) الحكومة الإسلامية، الخميني، (ص52).

([10]) انظر: عقائد الإمامية، محمد المظفر، (ص95).

([11]) أصول الكافي، الكليني، (ص572).

([12]) أصول الكافي، الكليني، (ص574).

([13]) وسائل الشيعة، العاملي، (6/252).

([14]) أصول الكافي، الكليني، (ص255).

([15]) أصول الكافي، الكليني، (ص252).

([16]) الغيبة، النعماني، (173-174).

([17]) انظر: عقائد الإمامية، المظفر، (ص102).

([18]) الاعتقادات، ابن بابويه، (ص90).

([19]) أوائل المقالات، المفيد، (ص51).

([20]) المستضعفون: مصطلح لدى الشيعة يرد في مصادرهم ويجري على ألسنة شيوخهم المتقدمين والمتأخرين، ويشرحه المجلسي: بان المقصود به هم ضعفاء العقول، مثل عقول النساء والصبيان، ومن لم تقم عليه الحجة كما هي، فهم مرجون لأمر الله إما يعذبهم أو يتوب عليهم، انظر :الاعتقادات ، المجلسي، (ص80).

([21]) انظر :أصول مذهب الإمامية ، ناصر القفاري، (2/1104-1105).

([22]) بحار الأنوار ، المجلسي، (22/242)، ويذكر القمي سبب هذا الحد أنه عند موت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحزن عليه حزنًا شديدًا، قالت له عائشة: “ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح؟” فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليًّا، وأمَر بقتله، فذهب علي عليه السلام ومعه السيف وولى جريح مدبرًا، ثم أثناء ملاحقة علي رضي الله عنه له بدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء.انظر: تفسير القمي، (3/136) .

([23]) بحار الأنوار ، المجلسي، (53/104-105).

([24]) الانتصار، أبو الحسين الخياط، (ص132).

([25])انظر :أصول مذهب الإمامية ، ناصر القفاري، (2/1133).

([26])انظر :لسان العرب ، ابن منظور، (14/66).

([27])انظر :عقائد الامامية ، المظفر، (ص68).

([28]) أصول الكافي، الكليني، (ص242).

([29]) انظر: التاريخ الإسلامي، محمود شاكر،(7/117-118).

([30]) انظر: حركة التشيع في الخليج العربي، عبد العزيز البداح،(ص34).

([31]) الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (37-38).

([32]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (39-51).

([33]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (40-43).

([34]) الرسالي: هو الفرد الذي يتمتع بصفات شخصية كالتضحية والإيثار والانضباط والجدية والتدين وطاعة القيادة، انظر: الانقلاب بيع الوهم على الذات، عادل اللباد، (ص155).

([35]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (43-45).

([36]) انظر: الحركة الشيعية في الكويت، فلاح المديرس، (17-18).

([37]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (ص49).

([38]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (45-46).

([39]) انظر: الموسوعة الشاملة للفرق المعاصرة، أسامة شحادة، (ص50).

([40]) انظر: الحركة الشيعية في الكويت، فلاح المديرس، (6/7).

([41]) انظر: الحركة الشيعية في الكويت، فلاح المديرس، (ص8).

([42]) انظر: الحركة الشيعية في الكويت، فلاح المديرس، (15-16).

([43]) انظر: حركة التشيع في الخليج العربي، عبد العزيز البداح،(ص31).

([44]) انظر: الحركة الشيعية في الكويت، فلاح المديرس، (17-18).

([45]) انظر: حركة التشيع في الخليج العربي، عبد العزيز البداح، (30-31).

([46]) انظر: التشيع في البحرين، عبد العزيز البداح، (80-81).

([47]) انظر: التشيع في البحرين، عبد العزيز البداح، (80-81).

([48]) انظر: مقال للدكتور منصور الجمري، على موقع مركز الخليج لسياسات التنمية،https://www.gulfpolicies.com/

([49]) انظر: حركة التشيع في الخليج العربي، عبد العزيز البداح، (ص32).

([50])انظر: الانقلاب بيع الوهم على الذات، عادل اللباد، (ص154).

([51]) انظر: حركة التشيع في الخليج العربي، عبد العزيز البداح، (33-34).


أضف تعليق

التصنيفات